مرت سنوات على قضية لاعبة منتخب تونس لكرة القدم النسائية فاطمة مليح، التي أحدثت ضجة واسعة في الأوساط الاجتماعية والرياضية على حد سواء عندما قررت تغيير جنسها والتحول إلى رجل اسمه محمد علي مليح.
وعند الولادة في مدينة تطاوين (أقصى الجنوب التونسي) أطلقت العائلة على مولودها الجديد اسم (فاطمة)، وتم تسجيلها في دفاتر الحالة المدنية على أنها أنثى.
وكبرت فاطمة قبل أن تكتشف أن لها ملامح ذكورية وقوة بدنية تتفوق بها على سائر بنات جنسها، قبل أن تتأكد من ذلك عندما التحقت بفريق لكرة القدم النسائية.
وظلت فاطمة كذلك حتى سن الـ27، حينما اكتشفت ميولها الذكورية وتحسست علامات الذكورة، لتقدم على تجربة مفصلية وهي الانتقال من عالم الإناث إلى عالم الذكور.
ويقول مليح ـ الشاب المتحول ـ وفقاً لـ«سكاي نيوز»، إنه اكتشف ميوله الذكورية وعلامات الخشونة والرجولة دون أن يفصح عن ذلك في مجتمع محافظ، وكان ذلك السبب الرئيسي في تغيير جنسه والالتحاق بمعشر الرجال في العام 2013، بعد أن حصل على حكم قضائي هو الأول من نوعه في تونس لتغيير جنسه ووثائق هويته.
وأضاف مليح: «كنت أشعر منذ نعومة أظافري أني ولد ولست بنتا، لم أشعر يوما أني أنثى، كانت ملامحي وحتى تصرفاتي تميل أكثر إلى الجنس الخشن، وعندما اخترت ممارسة كرة القدم ازداد يقيني بأني رجل».
ويمضي الشاب الذي تبدو ملامحه الذكورية من شعر ذقنه وجسمه الرياضي: «اتخذت قراري بمفردي ووجدت بعده راحة نفسية كبيرة، ولم أهتم سوى بموقف والديّ وإخوتي الذين وجدت منهم المساندة».
وتابع: «أجريت فحوصات طبية واستشرت طبيبي الذي أكد لي أن العملية التي سأخضع لها تعد أمرا طبيعيا لمن يعيشون حالة مماثلة، تحولت إلى رجل وأشعر الآن بالراحة والطمأنينة رغم نظرات البعض، ولكني لا أبالي طالما أعيش في انسجام مع جسدي وروحي».